
فى الوقت الذي تشخص فيه القلوب والأبصار والعقول إلى المسجد الاقصى المبارك بسبب المحاولات الصهيونية المتكررة لاقتحامه، أطلّ علينا شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بموقفٍ جديدٍ من مواقفه المثيرة للجدل، ففي واقعة فريدة من نوعها فى تاريخ شيوخ الازهر المصريين ، أجبر طنطاوي طالبةً بمعهد أزهري إعدادي أن تخلعَ نقابها.وحسبما ذكر برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" الفضائية مساء أمس الأحد، فقد حدثت الواقعة أثناء قيام شيخ الأزهر بجولة تفقدية في المعاهد الأزهرية بمدينة نصر، وعند دخوله أحد الفصول في معهد فتيات أحمد الليبى ، شاهد طالبة بالصف الثاني الاعدادي ترتدي النقاب.. فما كان منه إلا أن عنّف الطالبة وأمرها بخلع النقاب قائلا أن "النقاب عادة وليس عبادة". و لم يقتصر الأمر على ذلك فعندما امتثلت الطالبة لأوامر الشيخ وخلعت نقابها وكشفت عن وجهها، قال لها الشيخ: "امال لو كنت جميلة كنت عملتي إيه". وأثناء قيام معلمة الفصل بالدافع عن الطالبة المسكينة، أجابها الشيخ طنطاوي الذي تجاوز الثمانين عاماً قائلاً : "انا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي".
تلك التعليقات تحولت إلى خطوات فعلية على الأرض فقد نُقِل عن شيخ الأزهر أنّه عقد العزم على إصدار قرار رسميّ بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، ومنع دخول أى طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب.
مواقف مشابهة

وفي موقف مشابه فوجىء المسلمون عام 2003 بتعليق طنطاوي على قرار فرنسا منع ارتداء الحجاب بأنّهُ شأنٌ داخليّ فرنسيّ، ودعا مسلمي فرنسا إلى تحمل مسؤولية حل المشكلة. وأضاف حينها : "أنا مندهش لماذا يعملون من «الحبة قبة»، خارج المدارس وفي الأماكن العامة الفتيات أحرار في شؤونهن أذا أردن لبس الحجاب»، وقد أدلى شيخ الازهر بذلك قبيل لقائه في القاهرة بوزير الداخلية الفرنسي نيكولاس سركوزي. قد تبادر لعقول المسلمين مدى تأييد طنطاوي لحق فرنسا في تبني قانون مثير للجدل يمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية
وهذه ليست السقطة الأولى للشيخ طنطاوي رئيس أكبر وأقدم الجامعات الإسلامية، وهي ليست المرة الأولى التي يستفز فيها مشاعر المسلمين، فللرجل تاريخٌ طويلٌ في استثارة الملايين من المسلمين وإشعال غضبهم، حتى أصبح هذا الشيخ هو أكثر شيوخ الأزهر المثيرين للجدل خلال التاريخ الشامخ للأزهر الشريف. ويجمع كثيرٌ من المراقبين أن مكانة شيخ الأزهر وجامعته ظلت محفوظة وسامية في قلوب جميع الأمة حتى تبوأ الدكتور الطنطاوي هذا المنصب الحيويّ سنة 1995، ومن يومها أخذ المنصب الهام والريادي في حياة المسلمين يفقد مكانته وقيمته شيئًا فشيئاً، بسبب المواقف والآراء والفتاوى التي تصدر عن الشيخ.
وقد قام فى شهر نوفمبر العام الماضي بمصافحة مجرم الحرب شيمون بيريز أثناء انعقاد مؤتمر حوار الأديان والحضارات مما أثار عاصفة كبيرة من الانتقادات فى كافة الأوساط السياسية فى العالميْن العربي والاسلامي.
وقد ردّ شيخ الازهر على هذه الانتقادات في مداخلة هاتفية لبرنامج اختراق لعمرو الليثي قائلاً : "لا أعلم أن هناك حصاراً على غزة"، ومؤكداً في ذات الوقت على أنه لم يكن يعرف بيريس عندما صافحه في مبنى الأمم المتحدة، وأنّ الأخير هو من بادر إلى المصافحة وليس العكس، فيما أكدّت أغلب الصحف الإسرائيلية أن الشيخ هو من بادر بالمصافحة، وأنهما تبادلا حديثاً ودياً جداً.
مطالبات بعزله
و قد طالب بعض النشطاء بعزل شيخ الأزهر من منصبه بعد هذه الواقعة، فما كان منه إلا أن وصف منتقديه الرافضين للتطبيع بأنهم "جهلاء وجبناء بل ومجانين". وفي ذات السياق فإنّ الشيخ طنطاوي يدين العمليات الفدائية في فلسطين والعراق ويصفها بالإرهاب وبأنها قتل للأبرياء، و يصمت صمتًا مريبًا تجاه الحصار الخانق لشعب فلسطين في غزة، ويفتي بكل شجاعة وقوة بحرمة التظاهرات الداعية لنصرة المسلمين فى كل مكان بالعالم .
كما أن فتواه الأخيرة بجواز تبرع المسلم لبناء كنائس قد أثارت جدلاً واسعاً في الشارع المصري إضافة إلى آرائه التي تغيرت وتبدلت بعد اعتلائه كرسي مشيخة الازهر، وتشهد على ذلك كتبه المؤلفة قبل عام 1995، فقد تغير موقفه من البنوك الربوية وأحل العمل فيها.ويجدر بالذكر أن رئيس الدولة يملك وحده حق عزل شيخ الأزهر وتعيينه، بعد أن كان هذا المنصب يُشغل بالانتخاب من بين هيئة علماء أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي. وقد طالب كثير من نواب مجلس الشعب بتعيين شيخ الأزهر بالانتخاب حتى يعود للمنصب احترامه وهيبته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق