الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

عملت وأجتهدت وأرضيت الله فأحبك الناس يا أردوغان


إن أمير المؤمنين عمر كان مفعم الصدر بخشية الله وهو يمشي فى أزقة المدينة يتفقد رعيته ، وينصت المسامع ليتعرف ما هنالك ، كان الرجل الكبير يحمل هموم الجماهير ، ويسهر ليقدم حساباً إلى الله عما ولى من شئون الأمة ! وكانت تلك المشاعر المضغوطة كالوقود الذي يرتقب شعلة ليلتهب ، فلماسمع " إن عذاب ربك لواقع " كان ذلك كافياً ليوجل قلبه ويشحب وجهه ، وتدمع عينه ويئوب إلى بيته عليلا ، وما به على إلا مخافة الله عز وجل، كلمات جميلة وصف بها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله موقف عمر من ايتين سورة الطور " إن عذاب ربك لواقع " ماله من دافع"صدق الله العظيم

ولا أخفي عليكم اني مبهورة بعمر بن الخطاب وخصاله وابرزها عدله ، ولكن ما الذي دعاني للحديث عن عمر بمعنى ادق عن عدل عمر وعن خشيته التي تسببت فى اعيائه شهرا لسماعه ايتات سورة الطور ، الحقيقة أن وراء الحديث عن عمر هو موقف مبهر جليل يستحق احترام الأرض من مشرقها لمغربها

الموقف هو لرجب طيب اردوغان ولقد تتبعت عن كثب ما كتبه مراسل الجزيرة توك أحمد الزاويني بعنوان " رسالة مفتوحة إلى رجب طيب اردغاون " ولم يمنعني ذلك من الكتابة مرة اخري عن اردوغان واسمحولي ان اقص عليكم الموقف الذي ابهرني
في لفتة إنسانية، قام رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي يوم الثلاثاء بتناول الإفطار مع إحدى الأُسَر الفقيرة التي تسكن في منطقة عشوائية بالعاصمة أنقرة، فمع انطلاق أذان المغرب دقَّ أردوغان باب أسرة الجدة "عائشة أولجون"، ولم تصدق الجدة المسنَّة عينيها؛ حين رأت أن الذي طرق عليها الباب هو رئيس الوزراء، وأنه جاء ليتناول معهم طعام الفطور، ويسأل عن أحوالهم.

والجدة عائشة في الرابعة والسبعين من عمرها، وتسكن حي "باغجيلار" بالعاصمة أنقرة، وزوجها مصاب بشلل أقعده عن العمل منذ سنوات

بعد أن تناول أردوغان معهم الفطور، سألهم عن أحوالهم، وعما يحتاجون إليه من أموال ومساعدات، كما قام بزيارة ثلاثة بيوت أخرى بنفس الحي.

وخلال زيارته أحد هذه البيوت الثلاثة دخل عليه عمدة الحي، ويُدعى "بكتاش"، وجلس معه، وفجأةً قال أردوغان للعمدة: "سأطلب منك هذه الليلة طلبًا"، فأجابه العمدة: "السمع والطاعة لك يا سيدي"، وعندها مدَّ أردوغان يده إلى جيب قميص العمدة، والتقط منه علبة السجائر، وقال له: "إنك ستترك السجائر من الآن"، فاندهش العمدة، غير أنه استجاب لطلب أردوغان، وطلب أن تكون هذه العلبة هي العلبة الأخيرة التي يدخنها، فرفض أردوغان مطلبه، وأمسك بعلبة السجائر، وكتب عليها اسم العمدة والتاريخ ووقَّع عليها، ثم ناولها مدير مكتبه، وقال له احتفظ بها لنضعها في متحف علب السجائر التي نجمعها.

نشرت وكالات الأنباء القصة السابقة ولكني توقفت امامها كثيرا ليمر شريط طويل بمخيلتي للتاريخ المبهر لهذا الرجل بداية من الحركة الأسلامية فى تركيا نهاية بانسحابه من مؤتمر دافوس اعتراضاً على الحرب الصهيونية الغاشمة تجاه غزة المحاصرة .

وعندام فى تركيا منذ 10 ايام فقط شاهدت حب االناس واقصد بالناس الأتراك وغير هم لهذا الرجل ، وودت لواقابله فكيف اذهب لنركيا ولا اري اردوغان بحكم مهنتنا الصحفية وسألت عنه وهالتني الأجابة " اجابني احد الأتراك انه يصلي فى احدى المساجد فمن الممكن ان تقابليه فى المسجد ، ودون وعي تذكرت سيدنا عمر مرة اخرى وتبادر لذهني المقولة الشهيرة " عدلت فأمنت فنمت ياعمر " وقلت فى سري "عملت واجتهدت وارضيت الله فاحبك الناس يا اردوغان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق