
ابتسامتها ساحرة تجذبك إليها، فهي إنسانة متواضعة لديها إيمان عميق، تستطيع أن تستشعره في كل كلمة تتفوه بها، أرادت أن تقدم قطرة السعادة إلى الناس، وذات يوم ذهبت لمقابلة إحدى المسئولين في بلدها لعرض أعمالها التي تجد الترحاب بالخارج، فرفض مقابلتها فقررت إنتاج فيلم "أنا مش لوحدي" معي الله عز وجل وطرحت سؤال كيف يرفض هذا المسئول مقابلتي، وأنا أستطيع أن أقابل الله الملك خالق الكون في أي وقت، واصطدمت خلال أحدى رحلاتها لألمانيا بنكران الغرب لوجود الله فتأزمت من الأمر وقررت إثبات وجود الله مهما كلفها ذلك من مجهود ومال، وصممت أن تخوض التجربة رغم كل العراقيل التي وقفت في طريقها. أنها الفنانة سلمى حسب الله ابنة الدكتور عبدالمنعم حسب الله منشئ معهد الكلى في مصر. كان" للجزيرة توك "معها هذا الحوار..
الجزيرة توك : كيف كانت بدايتك مع الجرافيك ؟
- لا تستطيعين تصديق الأمر أنها كانت الصدفة البحتة، الذي عرفت بعد ذلك أنها تساهيل القدر فقد قام والدي –رحمه الله - بشراء مجموعة كتب تتحدث عن الجرافيك وقرأتها وبدأت فى التطبيق، ومن هنا كانت البداية قدمت في إحدى دبلومات الجرافيك بأمريكا، وكنت ادرس لديهم وتم تصنيفي من ضمن 9 على العالم في هذا المجال وكنت المصرية الوحيدة
الجزيرة توك :لماذا لم تستمري في الدراسة لديهم ؟
- طالبونى بالذهاب إلى أمريكا والدراسة هناك , وكانت لدى أسرتي التي لا أستطيع الاستغناء عنها .
الجزيرة توك : تحدثي إلينا عن أفلامك وعن مواضيعها باختصار ؟
- أول افلامى كان اسمه شمس سحابة إنسان، وكان يؤكد على قيمة هي " أن يفتخر الإنسان بآدميته " وان يشكر الله عز وجل على هذه النعمة التي يجهلها الكثيرون. أما فيلمى الثاني هو اللعبة الشقية وتحدثت في هذا الفيلم عن الانتفاضة الفلسطينية، وفيلمى الثالث بعنوان " العصفورة قالت لي " حاولت ترسيخ مفهوم "ومن يتوكل على الله فهو حسبه "، وتحدثت فى الفيلم عن السعادة التي يجب أن تكون نابعة من الداخل , لو فعلا الإنسان راضى من داخله لا يحتاج إلى قصور ولا جاه، وأطلقت على الفيلم اسم " قطرة السعادة "، والفيلم التالي تحدثت فيه عن نهر النيل الذي اسكن في مقابلة له فاشعر بمعاناة هذا النهر فقمت بتاليف "النيل صديقى " ولى فيلم يتحدث عن علاقة الإنسان بالله- وان كانت كل إفلامى تحمل بين طياتها نفس المعنى - بعنوان " أنا مش لوحدى " - وجميعهم كانوا جرافيك ,وآخر افلامى هو هل تؤمن؟ ولكنه فيلم مصور.
الجزيرة توك : من مؤلف أفلامك ومنتجها وكذلك مؤلف الاغانى وموزعها ؟
- افلامى جميعها من تاليفى فيما عدا " شمس سحابة إنسان" كانت حكاية قصتها على جدتي وقمت ببلورتها , والاغانى أيضاً من تاليفى والغناء يقوم به ابنائى عبد الرحمن ورندا وأقوم بالإنتاج لنفسي , أما التلحين والتوزيع للجبالى
الجزيرة توك : قطرة السعادة أدخلك عالم الغرب من أوسع أبوابه ؟
- بالفعل فقد دخلت به العديد من المهرجانات , وقد أذهلهم هذا الفيلم وأعجبوا بالفكرة كثيرا .
ماهى روشتة السعادة التي اقترحته فى فيلمك قطرة السعادة ؟
- أن يكون الإنسان قريب من الله عز وجل , فمهما كانت مشاكله سيشعر أنها بسيطة وستحل إضافة إلى أن السعادة تأتي من الداخل فلو امتلك الإنسان كل أموال الدنيا وهو من الداخل فارغ , بدون إيمان قوى وعزيمة جديدة وهدف واضح , مستحيل أن يشعر بالسعادة.
الجزيرة توك :وما هي قصة فيلمك الأخير هل تؤمن ؟
- لقد خضت رحلة شاقة لإنتاج فيلمي التسجيلي عن فكرة الإيمان بالله وأثره علي حياة الفرد وفلسفة الملحدين في الحياة وذلك باللغة الإنجليزية حيث وجهته إلي الغرب الذي لا يؤمن بوجود الله ويرجع كل الظواهر الطبيعية لمجرد الصدفة.
الجزيرة توك :اعرف جيدا ان فيلم قطرة السعادة هو السبب فى بزوغ " هل تؤمن ؟" للنور ما الأمر الذي تعرضتى إليه وجعلكِ تصممين على إبداع فيلمك الأخير ؟
- بالفعل كلامك صحيح فعندما كنت في المانيا , لعرض فيلم قطرة السعادة فتم عقد مؤتمر لمعرفة الأسباب الحقيقية للسعادة , وعندما جاء دوري في الحديث عن أهم أسباب السعادة و أجابت الإيمان بالله , ووجدت ردود فعل غريبة فالجميع استنكر اجابتى , وأخرى وجهت لي سؤال هل الله هذا فعلا موجود ؟
وتغير مجرى الحديث داخل الورشة من سر السعادة إلى هل الله موجود ام لا ؟
- عدت من هذه الرحلة ولدي شعورين الأول هو إحساسي بالرعب مما سمعته والثاني هو إصراري على إنتاج عمل يواجه الغرب ويقول لهم ان الله عز وجل موجود رغم انف الجميع ، كل الظواهر الطبيعية تدلل علي وجوده عز وجل و لا يعود وجود الكون للصدفة كما يعتقدون.
واضطررت إلي الاستعانة بملحدين أجانب وصلت إليهم عن طريق شركة إنتاج كندية وسجلت معهم وعرفت أنهم لا يقبلون فكرة المقارنة بين الأديان ولا يحبون سؤال: هل أنت مؤمن بالله؟
كما سجلت مع حاخامًا يهوديا ورجلاً تركيا متخصصًا في الكتابة عن الإلحاد ويدعي «مصطفي اكيول» ، ود. علي جمعة ود. زغلول النجار ود. حسان حتحوت والقس انطيونيوس ميخائيل وانجيلا شوماجي مدرسة أديان في جامعة كندية. ورغم حساسية الفيلم وجرأة موضوعه فإنه بفضل الله حصل علي موافقة الأزهر.
الفيلم من تأليفك وإنتاجك أيضاً ولكن باللغة الانجليزية لماذا ؟
- حقا الفيلم من تاليفى وانتاجى أيضاً وباللغة الانجليزية لاننى توجهت بالحديث فيه إلى الغرب فى محاولة ارجوا أن تكون ناجحة ,وعندما عرض بساقية عبد المنعم الصاوى وجدت تفاعل غريب من الجمهور فقررت فى الحال ترجمته للعربية أيضاً.
الا تعرفين ان حالات الالحاد بدأت تجتاح الوطن العربى أيضاً وليس الغرب فقط كما تتوقعي ؟
- اول مرة اسمع عن اجتياح الإلحاد للوطن العربي , وذلك لان اغلب اهتمامي بالغرب نتيجة لطبيعة عملي , وعندما قمت بعمل هذا الفيلم لم يخطر على بالى يوما ان يعانى مجتمعنا الاسلامى من هذا المرض على وجه التحديد . ولكن لكي أكون صريحة كان حديثي موجه للغرب .
الجزيرة توك : مثلتى مصر فى الكثير من المهرجانات الدولية فى الكثير من دول العالم , ولكن باجتهادك الشخصي دون التفات الدولة إليكِ ؟
- بالفعل حدث ذلك وكنت ابعث للمهرجانات العالمية , وامثل مصر هناك وقد بحثت في إحدى المرات عن احد يدفع لى حق الفيزا فلم اجد ، وحاولت أقابل مسئول للمساعدة في إحدى أعمالي فتركني انتظره وقتا طويلا وفى النهاية تحجج بضيق الوقت ورفض مقابلتي وبعدها مباشرة أنتجت فيلم" أنا مش لوحدي" فمعي الله يرعاني ويحميني ومن الممكن ان اقبله فى اي وقت دون ان انتظر شهور كما يفعل المسئولين من البشر .
الجزيرة توك : من له بالفضل فى تنمية موهبتك وتشجعيك ؟
- والدى د/ عبد المنعم حسب الله رحمه الله , فقد يشجعنى حتى وهو على فراش الموت , وانا اهدى اليه فيلمى الاخير .
الجزيرة توك : مثلك الاعلى ؟
- والدي بالفعل فقد كان يعمل إلى آخر يوم في عمره، ورغم إصابته بالسرطان كان لديه إيمان رهيب إضافة إلى انه حنون وبار بوالديه وأخواته، أتمنى أن أكون مثله.